ثورة الملك والشعب

ثورة الملك والشعب

     أظهرت وأبرزت ثورة الملك والشعب أن المغاربة شجعان وبواسل  حيث أذاقوا للمستعمر الغاشم درسا من المرارة والحسرة حتى عودة الملك محمد الخامس من المنفى..

هذا وقد اندلعت ثورة شعبية عارمة اجتاحت المغرب من أقصاه إلى أقصاه،وتطورت إلى كفاح منظم على يد حركة الفداء وجيش التحرير من اجل عودة محمد الخامس إلى عرشه والاعتراف باستقلال المغرب.

أ‌-       انطلاق ثورة الملك والشعب:

1-الملك محمد الخامس قدوة الصمود والتحدي

ظل محمد الخامس مؤمنا بقضية بلاده متحديا مناورات الاستعمار وضغوطه مضحيا بعرشه في سبيل كرامة أمته،ضاربا المثل الرائع في الصمود والكفاح من أجل الوطن،وقد اقتدى به شعبه في التصدي للاستعمار،إذاعتبر خلع عاهله اعتداء على مقدساته ومسا برمز وحدته الوطنية،والدينية،وإحباطا لتطلعاته التحررية،وبذلك أصبح محمد الخامس في منفاه السحيق يمثل ارتكازا للشعور الوطني لدى المغاربة.

ورغم كل الإجراءات الاستعماربة فالمغاربة برهنوا استعدادهم للقتال ورفضهم للمستعمر الغاشم.

2-اندلاع ثورة الملك والشعب:

  لقد انطلقت الشرارة الإولى لثورة الملك والشعب في خريف 1953،وبدأت بموجة من الغضب الشعبي الذي شهدته  المساجد،حيث رفض الخطباء الدعاء لابن عرفة،وامتنع السكان عن أداء الصلاة بها في كل أنحاء البلاد،وقاطعوا الحفلات،وساد الاستياء كافة الفئات الاجتماعية احتجاجا على مؤامرة 20 غشت 1953 ،وفي بيان ملك الملك الشرعي للشعب ورد في مقال عبد الكريم كريم تحت عنوان" البطل الأسير"الندوة الدولية حول محمد الخامس 1987"...أيها الشعب الوفي إننا نهيب بك أن تواصل الكفاح وتضاعف الجهود وتتمسك بحبل الله المتين في سبيل ما تصبو إايه من عزة وكرامة وحرية..."

ب‌-  مرحلة الكفاح المنظم:

1-    انطلاق حركة الفداء وتصعيد المقاومة المسلحة.

         انبعثت حركة الفداء في صفوف الحركة الوطنية ،واتخدت أسلوبا جديدا لشن الرعب في صفوف المستعمرين...وقد تزعمتها جماعة وطنية من الشباب تحب الوطن والملك وأكثرهم نسوا وقاطعوا الدراسة ومنهم من غادر المهن الاستعمارية المغرية..وشارك الجميع كبيرا وصغيرا نساء ورجالا  ،هؤلاء الذين كانوا على درجة من الوعي السياسي الوطني...منظمة تنظيما محكما في شكل خلايا سرية منبثة في جميع التراب الوطني.

        وقد تمكنت حركة الفداء من دقة العمليات الفدائية من إسقاط مئات المتآمريت والعملاء،كما تضررت المصالح الفرنسية ..ونظرا لاستفحال القمع تأسس إثرها "جيش التحرير" وهوعبارة عن جبش نظامي مسلح اتخذ المناطق النائية معقلا له حيث بدأشن هجماته ضد القوات الفرنسية التي تكبدت خسائر فادحة لم تكن تحسب لها حساب.

2-    أثر الثورة على سياسة فرنسا بالمغرب:

        أمام تصعيد المقاومة وحركة الفداء..وتأثير نداءات الملك محمد الخامس ومعه الأسرة الملكية لإيجاد حل آني وسريع للاستقلال الشيء الذي جعل الفرنسيين يغيرون لغة الخطاب والتخلي عن استعمال القوة والعنف وترسيخ أسلوب الحوار والتفاوض...والتي أفضت أخيرا إلى الاعتراف باستقلال المغرب ...ليصل بعدها الملك محمد الخامس إلى أرض الوطن وذلك يومه 16 نونبر 1955 ظافرا  محققا لأمته أملها في الحرية والاستقلال...حيث اسقبله شعبه العظيم استقبال الأبطال ..وكانت كلمة جلالته في خطاب إلى الأمة  وهو يزف إلى المغاربة بزوغ عهد الحريةو الاستقلال وانقضاء عصر الحجر والحماية.

          لقد كان الملك محمد الخامس بطلا في الكفاح متفانيا من أجل شعبه...فتغمده الله برحمته الواسعة،وأنزل عليه شآبيب الرحمة والغفران وعلى ابنه الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما،وجعل الله الخير  على يد جلالة لملك محمد السادس معززا مكرما حاميا لهذا البلد الأمين ظافرا ومظفرا، بالنصر والتمكين ،والعزةوالسؤدد، لولي عهد ه صاحب السمو الملكي مولاي الحسن وكافة الأسرة الملكية الشريفة..

                                          محمد قصارالمشرف على المنتدى الوطني/الجديدة/المغرب

                                                                                   0671683972