مرحلة التدخل الأوروبي للمغرب

                                                مرحلة التدخل الأوروبي للمغرب

                                                نذكر بها أكثر الإخوة بالجزائر...

                                                      ليردوا على الأقل الجميل لمن أسدى خيرا....

باحتلال الجزائر سنة 1830م تراجع المغرب عن عزلته الدبلوماسية وتدخل عسكريا بإرسال قواته إلى تلمسان إلى جانب الأمير عبد القادر الجزائري مما فتح باب المواجهة مع فرنسا التي لم تتوان عن قصف طنجة والصويرة،وهزمت قواتها الجيش المغربي في معركة إيسلي سنة 1844م لردعه ووضع حد لأي تدخل له في الجزائر مما كشف عن ضعفه وأجبر المخزن على توقيع معاهدة"للامغنية" سنة 1845م التي سطرت الحدود بين المغرب والجزائر المحتلة آنذاك..

تزايدت الضغوط الأوروبية على لمغرب ورافقها تغلغل اقتصادي جعل حجم المبادلات مع أوربا يتضاعف ثلاث مرات بين 1830و1839 وأدى إلى استقرار التجار الأجانب بالمغرب.ورغم محاولات السلطان المولى عبد الرحمن تطبيق سياسة اقتصادية حمائية فإن هذه السياسة الأوروبية المتشبتة بسياسة الباب المفتوح كثفت ضغطها من أجل رفع الحواجز الجمركية المفروضة على السلع الأوروبية،فسقط المغرب في أول أشكال التبعية للدول الأوربية.

تزايد التغلغل الأوروبي بالمغرب خاصة بعد توقيع الاتفاقية التجارية مع ابريطانيا1856 ومعاهدة تطوان مع إسباني1860التي أكدت من جديد ضعف المغرب عسكريا وماليا بعد أن فرضت عليه غرامة مالية زادت من أزمة الخزينة.

واصلت الدول الأوربية تغلغلهافي المغرب وفرضت عليه تنازلات متتالية انتهت بتدخل كل من فرنسا واسبانيا في الصحراء تمهيدا لاقتطاع أجزاء من التراب الوطني المغربي...

وبعد مراحل قاوم فيها الشعب المغربي ومعه الأسرة الملكية الشريفة وعلى رأسها المرحوم محمد الخامس ببسالة  الاستعمار الفرنسية متمسكا بالعروة الوثقى حصل المغرب على استقلاله ومازالت بعض من أراضيه مغتصبا من طرف الاستعمار الغاشم الذي لم يراع حسن الجوار والأخوة والصداقة وعلى الأقل الرجوع إلى التاريخ حيث من جراء مساعدة المغرب لجيرانه بالجزائر ضد الغزو الأوربي كان السبب الأساسي لتعرضه للاستعمار الغاشم ولولا بسالة شعبه ومقاومته الجياشة لما استطاع التخلص من استرجاع بعضا من أراضيه..ومازالت أجزاء مهمة من ترابه يسيطر عليها عدو التراب الوطني..وما الصحراء الشرقية وتندوف إلا أرض أصلا مغربية سلمها المستعمر الفرنسي في ظروف غامضة للجزائر...وما سبتة ومليلية إلا جزء لا يتجزأ من التراب الوطني وغيرها من الأجزاء التي مازال الشعب المغربي بقيادة عاهل البلاد الملك محمد السادس نصره الله يطالب بها في المحافل الدولية لاسترجاعها سلميا وفي أقرب الآجال..وما 18نونبر من كل سنة إلا ذكرى عزيزة علينا إحياءا لعيد الاستقلال الذي كان زعيمه الذي لا ينسى اسمه عبر التاريخ وهو الملك محمد الخامس تغمده الله برحمته..وما المسيرة الخضراء إلا مبادرة ملكية خالدة بطلها المغفور له الحسن الثاني الذي استرجعت على يديه الصحراء المغربية..وهاهو الملك الشاب محمد السادس حفظه الله يواصل استكمال التنمية والمناداة باسترجاع بقية ترابه المغتصب تحقيقا للمغرب الجديد...

                                                       محمد قصار المشرف على المنتدى الوطني

0671683972

qassary@gmail.com