...الامتحانات الإشهادية بين الماضي والحاضر

الامتحانات الإشهادية

بين الماضي والحاضر

 كلانا يتذكر امتحان الشهادة الابتدائية  وحتى السنة الثالثة والبكالوريا وطريقة آدائها،وحتى نجاعة مردوديتها،النقطة الوحيدة والتي لا تقبل لأية زيادة ولا نقصان،حيث كان من خلالها التلميذ والأستاذ بصفة عامة ..والأب من جانب آخر الكل يعمل ويبحث من أجل إيجاد التلميذ اللائق..والأكثر من ذلك التلميذ ملزم بالعمل والحفظ والمثابرة ،إلى جانب التمسك بالأخلاق النبيلة مع الجميع لأن نقطة الأخلاق تزيده اطمئنانا بالنجاح وكم من تلميذ رسب ولو أنه حصل على 9.99 على 20 في الإعدادي والثانوي وكم من تلميذ رسب لأنه لم يتعد 60 نقطة في المجموع،وأما المواضيع فكانت تتكلف بها لجن عليا من الرباط وتتوزع عبر تراب المملكة فجرا واضعة إياها في أظرفة صفراء كبيرة ومشمعة ،لتوزعها على اللجن المكلفة بعين المكان  بالمؤسسات التعليمية ،لا أحد يعرف الآخر ،الطاقم كله متغير من أساتذة ومديرين وحراس..الكل متغير بما فيه التلاميذ..وبالنسبة للتصحيح كذلك يتم بنفس الطريقة ،وبعد ذلك يعلن عن النتائج النهائية على سبورات بالمؤسسات وقتها يحضر أساتذة وطاقم الإدارة وتلامذة المدرسة بالكامل فتوزع النتائج والجوائز على السواء.فتعلو الزعاريد والهتافات فرحا بالنجاح.هذا في الماضي القريب..أما الآن فلم يبق من ذلك شيء ،ولم تبق تلك السمعة المعروفة سابقا ،بل تغير كل شيء وشاع تسريب الامتحانات،وكثر القيل والقال،وكثر الغش في الامتحانات،بل أصبح الأستاذ يحرس تلامذته في عين المكان،والتلميذ في مؤسسته،وبجانبه طاقم الإدارة الذي يعرفه،وسادت المحسوبية وغابت المصداقية ،وأضيفت نقط المراقبة للامتحانات ولم تصبح تمثل هذه الامتحانات الإشهادية إلا نسبة ضئيلة من مجموع النقط،وضعفت بذلك المردودية وكثر الشغب وعدم الاهتمام بما يلقى من دروس، وأصبح الضغط على الأستاذ من جهة ،وعلى التلميذ من جهة أخرى نتيجة الإرث الإسري، الشيء الذي شجع على العنف وأصبح الاستاذ معرضا في كثير الأحيان  للقذف والضرب ،من طرف المتلقي ...والسؤال المطروح،إلى أين يسير التعليم ببلادنا بهاته الطريقة؟ومتى يتم التفكير في تعديل جذري للامتحانات وللبرامج والمناهج التي خيمت على أرضية التعليم ،والتي لا تسمن ولا تغني من جوع؟هل فعلا يسير التعليم نحو الإصلاح؟أم تبقى وتظل الصراعات  بين النقابات، والحكومات ،في غياب تام  لما يتطلبه الحقل التعليمي من إصلاح ؟أم أنه الإنسان الغير المناسب ؟ام البرنامج نفسه؟تلك أسئلة تلزم الجواب عاجلا من المسؤولين؟ولا يكتفى بالجواب بل الانكباب لإصلاح التعليم جذريا فهذا ليس تعليم ولكنه تحطيم لناشئتنا..وهذه ليست إساءة  منا للتعليم ببلادنا .. لكن لا نريد أن نسقط جميعا في هاوية ،فلا منقذ لنا ،إلا ما كتب الله تعالى، علما أننا  في زمن  العولمة التي اخترقت بيوتنا فعلينا التعامل معها والانصياع والتعامل معها  بجد ،وإلا سنكون ضحية لها .وهذا الإصلاح نادى به ملك البلاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله وكان من اللازم على المسؤولين السير به والانصياع له، لإخراج تعليمنا من هذا المأزق الخطير، الذي لا تحمد عقباه..وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون/صدق الله العظيم

تربوي/إلى منتدى المواقع الوطنية المهتمة بالأنشطة الملكية